لا تفكر
فلها مدبر
من أقوال عمر بن الخطاب
في يوم من الأيام كان هناك رجلاً
يركب علي متن سفينة كبيرة فى عرض البحر مسافراً، وفجأة هبت عاصفة شديدة أدت إلى
إغراق السفينة بالكامل، نجا عدداً من الركاب وكان من بينهم ذلك الرجل الذي أخذت
الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به علي شاطئ جزيرة مهجورة ومجهولة تماماً، بمجرد أن
أفاق الرجل م حالة الإعياء التي أصابته بسبب طول فترة سباحته في الماء، نظر إلى ما
حوله وأيقن أن وحيداً علي جزيرة غريبة ومهجورة لا يسكنها أحد، وقد أشتد الظلام،
أخذ يطلب المعونة والمساعدة من الله عز وجل لينقذه من مصيره المجهول الذي أحاط به
من كل الجهات .
مرت علي الرجل عدة أيام عاش بها
وحيداً في الجزيرة يأخذ قوته من ثمار الأشجار ويشرب من جداول المياه، وينام في كوخ
صغير صنعة من بعض أغصان الأشجار القوية ليحتمي فيه من برد وظلام الليل .
وذات يوم أشعل الرجل النيران علي
بعض أعواد الخشب المتقدة لينضح عليها بعض من طعامه، وقد أخذ يتجول قليلاً بالقرب
من الكوخ منتظراً إتمام الطعام، ولكنة بمجرد عودته فوجئ أن النار قد التهمت الكوخ
بالكامل وكل ما فيه .
أخذ يصرخ ويصيح ويشكي سوء حالة
قائلا : ” لماذا يارب ؟ حتى كوخي أحترق وأنا غريب في هذا المكان، لماذا كل هذه
المصائب تأتي علي دائماً ؟ وأخذ يبكي وينوح حتى غلبة النعاس وهو جائع، وفى الصبح
كانت المفاجأة في انتظاره .. حيث وجود سفينة عملاقة تقترب من الجزيرة وينزل منها
قارب إنقاذ صغير، هرع الرجل إلى القارب وبمجرد أن صعد علي متن السفينة أخذ يتساءل
كيف وجدوا مكانة وهو وحيداً علي هذه الجزيرة المهجورة، فإجابة الناس علي سطح
السفينة أنهم قد رأوا دخاناً ليلة أس فعرفوا أن هناك شخصاً يطلب الإنقاذ، فأسرعوا
إلى الجزيرة ليلتقطوه معهم !!
العبرة من القصة : الله سبحانه
وتعالى مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم، مهما ساءت الظروف فلا تخف أبداً
وإياك أن تفقد ثقتك بالله عز وجل، حتى عندما يحترق كوخك، أعلم أن الله عز وجل يصنع
خطة لإنقاذك .. ودائماً ردد ” لا تفكر فلها مدبر “وهناك مقولة رائعة للفاروق عمر
بن الخطاب : ” لو عرضت الأقدار علي الإنسان، لأختار القدر الذي اختاره الله له
” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق