قصة الرسام
والفتي
يحكي أن كان هناك رسام يعيش
وحيداً في قرية صغيرة جميلة جداً في منطقة نائية عن المدينة، وكان هناك فتي صغير
يتردد علي هذا الرسام يومياً حتى يساعده ويقدم له العون خلال أداء عمله، فكان
الفتي يقوم بتحضير الطعام للرسام ويقوم بالأعمال المنزلية .
وكان الفتي كلما ذهب لزيارة
الرسام في قريته وجده جالساً أمام لوحاته منهمك في رسم أجمل وأروع الرسومات
البديعة التي تخطف الأنظار وتأسر القلوب من شدة إتقانها وجمالها، ومع الوقت اعتاد
الفتي أن ينتهي من مساعدة الرسام و إحضار الطعام له والقيام بأعماله المنزلية ومن
ثم يقضي ساعات طويلة في مراقبة الرسام وهو يداعب اللوحة بفرشاة الرسم وتلوين
تفاصيلها فكان يستمتع بذلك كثيراً ويتعجب من شدة موهبة ذلك الرسام الذي لا يعلم
عنه أحد ويعيش وحيداً في هذه القرية .
وفي يوم من الأيام بينما كان
الفتي جالس بالقرب من الرسام كالعادة يراقبه وهو يرسم لوحته، وقع الرسام علي الأرض
من شدة التعب والإرهاق، فهرع الفتي علي الفور لنجدة الرسام وهو يقول : قلت لك يا سيدي
مراراً وتكراراً ألا ترهق نفسك كثيراً في هذا العمل وأن تعطي نفسك استراحة من فترة
إلي أخرى حتى تستريح من عناء العمل فأنت لا تأخذ القسط الكافي من الراحة، وتقوم
بانجاز الكثير من اللوحات الرائعة بشكل متواصل ودائم، فلماذا تعذب نفسك بهذا العمل
الكثير ؟ استعاد الرسام وعيه واستمع إلي كلام الفتي فقال مبتسماً في هدوء بعيون
ذابلة : لا يهم يا بني، فأنا أحب أن أتقن عملي مهما كان الثمن .. لأن الجمال يبقي
والألم يزول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق