قصة من
الطارق
تزوجت فتاة جميلة الصفات والأخلاق
من شاب وفي ليلة عرسهما بعد أن ذهبوا إلي المنزل وقامت الزوجة بإحضار العشاء إلي
زوجها، وما إن جلست كي تأكل معه فإذا بأحد يطرق عليهما باب المنزل في إلحاح، تعجب
الزوجين كثيراً، وقال الزوج في نفسه : من عدم الذوق هذا الذي يأتي في هذا الوقت من
يوم عرسنا .. قام الزوج وسأل من الطارق فرد رجل يقول أنه عجوز فقير جائع ويريد بعض
الطعام .. اشتعل الزوج غضباً وفتح الباب وهو ينهال علي الفقير بالضرب والسباب ثم
طرده، فذهب المسكين جائعاً وقد أصابته الجروح بألم شديد من كثرة ضرب الزوج له
وقسوته .
أغلق الزوج الباب وعاد إلي زوجته،
ولكن فجأة حدث شئ غريب له، كأن جن أصابه خرج يصرخ ويبكي في كل مكان تاركاً خلفه
عروسته وقد أصابها الرعب والخوف الشديد منه، وخرج الزوج ولم يعلم احد عنه شىء ولا
يعرفون أين ذهب .
عادت الزوجة إلي بيت أبيها وظلت
هناك ما يزيد عن أربعة عشر عاماً دون أن تدري ماذا حدث لزوجها ، فقد اختفي تماماً
ولم يعد من يومها أبدا، وبعد مرور هذه السنوات أتي رجل ليطلبها للزواج من أهلها
فوافقت الفتاة ووافق الأهل وتم الزواج بالفعل، وبعد وصولهم إلي منزلهم قامت الزوجة
بتحضير الطعام إلي زوجها، وإذا بأحد يطرق عليهما الباب، فقام الزوج ليفتح الباب
فوجد رجل فقير يطلب الطعام، فأحضر الكثير من الطعام وقال لزوجته أعطي هذا للفقير
واتركيه يأكل حتى يشبع، وما يتبقي منه نأكله نحن .. وبالفعل أعطت الزوجة الطعام إلى
الرجل الفقير .
رجعت المرأة لزوجها والدموع في
عينيها ، تعجب الزوج وسألها عن سبب حزنها فلم تجبه في البداية، وعندما ألح عليها
بالسؤال أخبرته الزوجة أن هذا الرجل الفقير الذي طلب الطعام كان زوجها منذ أربعة
عشر عاماً، ولكن في يوم زفافهما طرق احد الفقراء على الباب وطلب بعض الطعام فقام
بضربه واهانته وطرده، ومن يومها ولا أحد يعلم عنه شيئاً .
فبكى زوجها بكاءا شديد قالت له
لماذا تبكى قال لها إن هذا الرجل الذي قام زوجك بضربه واهانته وطرده انه إنا
.. اخي المسلم أختي المسلمة لا تبخلو على
الفقراء والمساكين فربا تصبح أنت مكانه
يوما من الأيام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق