لا تيئس يا عبد الله، فالفرج قريب. - قصص | Stories

الأحد، 4 فبراير 2018

لا تيئس يا عبد الله، فالفرج قريب.


لا تيئس يا عبد الله، فالفرج قريب.
الديون! وما أدراك ما الديون! :-
همٌ عظيم، اجتاح كثيراً من الناس، حتى ترى أحدهم لا يتحمل العيش في الدنيا من كثرة ما تحمَّل من ديون.
هذه قصةٌ لأحد الناس، قرأتُها في أحد الكتب، وقد كتبها أحد المشايخ الكرام، وسندها صحيحٌ بإذن الله!
يقول الشيخ: إن أحدهم جاء إليه، وقد اسودَّت الدنيا في عينيه، وحطمه اليأس، وسبقت الدموع كلامه، وعبراتٍ تخفي صوته المبحوح، وقال: ماذا أفعل يا شيخ؟ الديون تحاصرني ولا أطيق سدادها، ولو عملتُ خمسين سنة دون أن آخذ ريالاً واحداً من راتبي الشهري لما انتهى ديني، فماذا أفعل وقد سُدَّت في وجهي كل الأبواب.
فقال له الشيخ بعد أن طيّب خاطره ومسح دمعته: استعن بالله، ولا تيئس، والزم الاستغفار ليل نهار وفي كل حين، ولن يخذلك الله.
غاب الرجل عاماً كاملاً، ثم جاء إلى الشيخ وهو في صورةٍ غير تلك التي رآه فيها، وجهه مشرق، ابتسامةٌ عريضةٌ تسبق سلامه، وقُبْلة شُكْرٍ على جبين الشيخ إجلالاً وتقديراً له، فما عرفه الشيخ، فقال: هل تذكرني؟ أنا الذي أتيتك ذات يومٍ مهموماً مغموماً اشتكيتُ لك الدَّين الذي أثقل كاهلي، وأتعب نفسيتي، وشل تفكيري، فنصحتني بالتزام الاستغفار في كل حين، فعملتُ بنصيحتك، وقد قضى الله كل ديوني، بل أصبح لديَّ وفرةٌ من المال.
فسأله الشيخ: وكيف حصل ذلك؟

قال: ذات يومٍ ذهبت إلى أحد المكاتب العقارية القريبة من السكن للبحث عن مسكن آخر أستأجره بعدما ضاق مَن أجرني، فشهدتُ وقت حضوري إتمام صفقةٍ عقارية واتفق الحاضرون على توزيع السعي على مَن حضر، وكان نصيبه من تلك البيعة أكثر من ثلاثة آلاف ريال، ففرح الرجل فرحاً شديداً، وأخذ يزور المكاتب العقارية، يقتنص فرصاً مناسبة، وذات يومٍ أفاده صاحب مكتب بأنه إذا استطاع أن يقنع صاحب إحدى الأراضي التجارية المهمة فإن نصيبه في السعي لن يقل عن مائة ألف ريال، ووفقه الله، وتمت البيعة، وهكذا استمر سمساراً في الأراضي، وكان التوفيق حليفه من بيعةٍ إلى أخرى حتى قضى كل ديونه، وتحسنت أحواله بفضل الله، ثم بفضل نيته الأكيدة في أن الله يقضي دينه، فأعانه الله في ذلك، وقد لزم الاستغفار فتحقق له الموعود، وفي المسند بسندٍ صحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق