قصة الطماع والسكين - قصص | Stories

الثلاثاء، 9 يناير 2018

قصة الطماع والسكين


قصة الطماع والسكين
يحكي أن كان هناك رجل شديد الطمع مشهور بحب المشاكل والتعدي دائماً علي حقوق الآخرين، فاجتمع أبناء القرية الذي يعيش فيها هذا الرجل لينظروا في أمرهم ويقرروا ما يفعلوا به، وفي النهاية قرروا أن يبعدوه تماماً من القرية ويطردوه منها لتجنب شروره وفعاله السيئة، ذهب الرجل الطماع إلي قرية آخري وهناك أيضا تسبب في العديد من المشكلات إلي أهلها حتى طروده من جديد منها، ثم ذهب الرجل إلي قرية آخري كان فيها شيخ حكيم معروف بحكمته وفطنته وذكاءه، ذهب الرجل الي هذا الشيخ وطلب منه أن يعطيه ارض في وسط هذه القرية، فأعطاه الشيخ ما يريد وبعد فترة قام بالنهب والتعدي علي أراضي الجيران وحقوقه وتسبب في كثير من الخسائر إليهم .
اتجه أبناء القرية إلي الشيخ وطلبوا منه أن ينتقم من هذا الرجل الطماع وأن يعوض لهم ما حل بهم من خسائر فادحة، فكر الشيخ الحكيم قليلاً ثم قال لهم : إن لدي الحل الذي سوف يخلصنا من هذا الرجل ومن شروره، ولكن دعوني أتعامل مع الأمر بطريقتي الخاصة، ثم طلب من الرجل أن يأتيه، فحضر الرجل، قال له الشيح : تعالي إلي غداً صباحاً بعد صلاة الفجر مباشرة، وطلب من أبناء القرية الحضور، وعندما جاء الرجل إلي مجلس الشيخ الحكيم قال له أمام الناس : إني اطلب منك أن تعيد إلي كل شخص حقه ولك مني أن أعطيك هذه السكين وتذهب لها ولك من هنا إلي المكان الذي سوف تضع به هذه السكين ملك لك، بشرط أن تعود قبل غروب الشمس .
وافق الرجل دون تردد واخذ السكين الذي أعطاها إليه الشيخ، ثم ذهب متجهاً إلي قرية متصلة بالصحراء وسط دهشة أهل القرية من قرار الشيخ وطلبه العجيب، اتجه الرجل مسرعاً يحاول الوصول إلي ابعد نقطة ممكنة قبل غروب الشمس حتى يعطيه الشيخ هذه الأراضي كلها وتصبح ملكه، وبعد كل مسافة يتوقف ويرى أن ما قطعه قليل فيتحرك مسرعا ليصل لأبعد نقطة .
جلس الناس ينتظرون الرجل حتى حل المساء ولم يعد، سألوا الشيخ عن مكانه فقال لهم : لا أدري، سوف نبحث عنه في الصباح، وعند الصباح بدأ أهل القرية مع الشيخ يبحثون عن الرجل وبعد مسافة كبيرة جداً وجدوه ميتاً ولا تزال السكين في يده، فقال لهم الشيخ : ألم أقل لكم أني سأحل مشكلتكم وأخلصكم من ذالك الرجل ؟ فإنه رجل طماع لا يكتفي أبدا بما في يديه وعند ذهابه كان يري أن كل مسافة يقطعها قليلة فيسعي إلى الحصول علي المزيد حتى مات .

الحكمة من القصة : ليتنا ندرك أن هذه الدنيا فانية، ونحن لا ندري عند أي نقطة سوف نفارق الحياة، فلا داعي للطمع أو اللهث باستمرار وراء الملذات التي يمكن أن نتركها فجأة ورائها قبل حتى أن نتمتع بها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق