من منكما امى - قصص | Stories

الجمعة، 9 مارس 2018

من منكما امى



من منكما امى
قصتنا قصة حقيقية تحكيها طبيبة نفسية حدثت مع إحدى مرضاها و لم تذكر الأسماء للسرية . تقول الطبيبة انه فى يوم من الأيام إثناء استقبالها لمرضاها فى عيادتها الخاصة وجدت سيدة صغيرة يبدو عليها الحزن و القلق فرحبت بها و أدخلتها غرفة الكشف و طلبت منها أن تحكى لها مشكلتها . قالت السيدة أنها مطلقة منذ عدة أشهر و إن طفلتها الصغيرة بدأت تظهر عليها بعض العلامات الغريبة بعد الطلاق . فهي كثيرة الشرود و السرحان و انخفضت درجاتها في الدراسة كثيرا . و بدأت المرأة في البكاء و هي تقول : كما أنها لم تعد تقول لي يا أمي ! و بدأت تسألني كثيرا من أمي الحقيقية ؟! من التي ولدتني ؟! هل أنت أمي حقا ؟!
قامت الأم أنها لم تهتم لهذه الأسئلة في بادئ الأمر و لكن بعد ذلك بدأت تشعر بشئ غريب فالابنة لم تعد تقبلها قبل النوم يوميا كعادتها و لم تعد تطلب منها شيئا أبدا و استمرت الأسئلة و تعددت و لم تسمع كلمة أمي مرة ثانية من البنت على الإطلاق . صارت الطفلة مشوشة اجتماعيا و نفسيا و قامت بالبعد عن جميع أصدقائها بل و أصبحت عنيفة و تضرب عرائسها و تكسر ألعابها باختصار تغيرت البنت تماما و لم تعد الأم تقدر على السيطرة عليها .
سألت الطبيبة الأم عن ظروف الطلاق و ماذا حدث . استطردت الأم قائلة أن زوجها كان يضربها أمام الطفلة و كان يقوم باهانتها و لذلك قد فضلت الطلاق . طلبت الطبيبة من الأم أن ترى البنت لتتحدث معها و هكذا تم تحديد موعدا آخر للقاء بالطفلة المسكينة .
و بعد مرور يومين أحضرت الأم الطفلة و رحبت بها الطبيبة و جلست للتحدث معها و الدردشة . بدأت بسؤال الطفلة عن دراستها و أصدقائها و كانت الطفلة حذرة جدا ترد على الأسئلة في خوف و قلق في بادئ الأمر و لكن مع الوقت بدأت تتحدث براحه و استفاضة مع الطبيبة التي أحست بحبها و اهتمامها بها .
سألتها الطبيبة ماذا تفعلين عندما تذهبي مع والدك في الإجازة الأسبوعية . قالت الابنة أنها تجلس معظم الوقت مع ( ماما سعاد ) – عرفت مؤخرا من الأم أن هذه هي زوجة الأب الثانية – سألت الطفلة و من هي ماما سعاد أجابت الطفلة بكل تلقائية و يالدهشتي و دهشة الأم : ماما سعاد أمي الحقيقية التي ولدتني و تحبني .
انصرمت كثيرا لإجابة الطفلة و بدأت الأم المسكينة في البكاء . والد الطفلة قد قام بتشويش عقل الطفلة بمحاولته قول أن زوجته هي الأم الحقيقية فأصبحت الطفلة مشوشة و تأخرت حالتها الدراسية و الاجتماعية لان جميع أفكارها و مبادئها التي تربت عليها منذ صغرها و عواطفها المتجهة عند أمها قد اختلفت فجأة و تم توجيهها إلى أم أخرى مزيفة . كما قام الأب بإجبار الابنة أن تنادى زوجته بماما سعاد و عندما تنسى أو لا تفعل يقوم بعقابها و ضربها بقسوة .
طلبت من الأم أن توصلني بالأب لأتحدث معه , رفض في البداية و لكن مع إلحاحي و إلحاح الأم قد قبل مرغما و بالفعل قمت بالتحدث معه لأسئلة عن أحوال ابنته و سبب تغيراتها .
قال الأب أن طليقته لا تحب طفلتها لأنها طلبت الطلاق منه و جرحته و لم تهتم به ولا بطفلته فعلى الرغم من أنها تطعم الطفلة و تهتم بنظافتها و بملابسها إلا أنها قد حرمتها من أبوها و طلبت الطلاق و لذلك فالطفلة تستحق أم أفضل و هي زوجته الجديدة التي يريد من الطفلة أن تعتبرها أمها الحقيقية و تحبها و تكره أمها .
الآن فقط فهمت ما حدث قد جرح كبرياء الأب بسبب الطلاق و لذلك أراد الزوج أن يقوم بالانتقام من إلام بهذه الطريقة . و لكن السؤال الأهم : ما هو الذنب الذي اقترفته الفتاه بحق أبويها ليقوما باستغلالها بهذه الطريقة في الانتقام و تصفية الخلافات الشخصية ؟!
أتقو الله يا أيها الآباء و أحفظوا النعمة التي انعم الله بها عليكم , فكما أمر الله الأبناء ببر الوالدين قد أمر أيضا الوالدين ببر الأبناء عن طريق حسن التربية و الاهتمام . وهذه القصة خير دليل .. لعلنا نعتبر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق